يمكن تعريف الغيبوبة على أنها حالة يصاب بها الشخص فى أى مرحلة من مراحل العمر و تعتبر كنوع من اللا وعي الذي يسيطر على الشخص لمدة طويلة من الوقت، وعند تعرضه للأصابة بالغيبوبة يكون غير قادر على الأستجابة للمؤثرات الخارجية التى تصدر من الاشخاص المحيطين به او اى شئ أخر، وكأنه في حالة من السبات العميق.
إلا أن الغيبوبة تختلف تماما عن النوم في أنه لا يمكن أن يستعيد الشخص المصاب وعيه بأي طريقة من الطرق وذلك بالرغم من أنه على قيد الحياة، وتحدث الغيبوبة بسبب تعرض المخ لحدوث خلل او إضراب فى وظائفه.
توجد العديد من الأسباب المؤدية الى حدوث الغيبوبة للإنسان لوقت طويل من
الزمن وهي كالتالى:
الصدمات:
والمقصود بها هنا التعرض للإصتدام بأى شئ مثل تعرض الرأس الى إصابة مباشرة قوية وحادة وتعتبر
الصدمات من أكثر الأسباب وأهمها التي تؤدي
إلى حدوث الغيبوبة، وتؤدي هذه الصدمات أو الاصابات إلى حدوث ورم فى المخ أو نزيف
حاد في المخ، ويتسبب هذا الورم فى ضغط شديد على المخ ويكون ذلك عن طريق ضغط السائل
الموجود في المخ على منطقة جذع الدماغ، وبهذا يحدث تدمير فى المنطقة المسؤولة عن
الوعي و الانتباه والإيقاظ والتي يطلق عليها نظام التنشيط الشبكي.
التورم:
عند حدوث إصابة لأنسجة مخ الإنسان قد يتسبب ذلك
فى حدوث تورمات فيها، وهذه التورمات ناتجة عن تعرض الدماغ لحدوث نقص حاد فى كمية
الأكسجين اللازم له، بالإضافة إلى حدوث حالة من عدم وجود التوازن في الهرمونات أو في
المحلول الكهربائي.
النزيف:
يؤدي تعرض الأنسان للنزيف إلى دخول الإنسان في غيبوبة
وذلك لأنه يحدث فى الطبقات الموجودة في المخ نتيجة لحدوث الاصابة او التورم، والذي قد يؤدي إلى حدوث ضغط وتأثير كبير
على المنطقة المصابة فى المخ وبهذا يتم تعرض المخ للتحريك اوالانتقال من مكانه وذلك
يؤدي إلى حدوث خلل في جذع المخ ونظام التنشيط الشبكي، ويحدث هذا النزيف عند تعرض
الجسم الى ارتفاع حاد ومفاجئ في ضغط الدم اوالإصابة ببعض الأورام المختلفة.
السكتة الدماغية:
فى حالة تعرض الشخص للإصابة بالسكتة الدماغية (Ischemic Stroke)،
والتي قد تحدث نتيجة لحدوث عدم وصول الدم الكافى للدماغ، وعدم وجود كمية كافية من
الدم التي تصاحب التورم، مما يحدث تعرض المصاب للغيبوبة.
سكر الدم:
المرضى المصابون بداء السكرى معرضون أيضا للإصابة بالغيبوبة، وذلك فى
حالة إرتفاع نسبة السكر في الدم والتي يطلق عليها أيضا فرط السكر. أيضا ليس إرتفاع
نسبة السكر فقط هى التى تعرض المريض للغيبوبة ولكن أيضا إنخفاض نسبة السكر تعرض
المريض للغيبوبة حيث أن تعرض المصاب بالسكر لهبوط حاد في مستوى السكر في الدم هو
شئ شائع و لكن غيبوبة الهبوط يمكن السيطرة عليها بشكل فورى فى حالة إعطاء المصاب
أطعمة أومشروبات تحتوي على نسب عالية من السكر، والتي تعمل على عودة نسبة السكر في
جسم المريض الى معدلتها الطبيعة.
نقص الأكسجين:
يعتبر الأكسجين من أهم العناصر التي تعمل على
قيام المخ بوظائفه على نحو جيد، ولكن في بعض الأحيان قد يتعرض الإنسان الى حدوث عدم
وصول الأكسجين اللازم الى المخ، ويحدث ذلك فى حالة تعرض القلب للتوقف (Cardiac Arrest)،
ويطلق على هذه الحالة نقص الأكسجين ويتعرض المصاب بتوقف عضلة القلب للدخول
في الغيبوبة وفقدان الوعي تماما.
العدوى:
إن إصابة الإنسان بالعدوى بالأخص التي تصيب بطريقة
مباشرة الجهاز العصبي المركزي مثل الإصابة بمرض الاتهاب السحائى والذى قد يقوم
بدوره إلى إصابة المريض بالغيبوبة.
السموم:
إن وجود تجمع للسموم في جسم الانسان وحدوث خلل
ينتج عنه عدم القدرة على التخلص منها ويكون هذا الخلل ناتج عن العديد من الأمراض
أو ناتج بسبب تناول كميات كبيرة من الكحوليات و تعاطى المخدرات وغيرها من الاشياء
الاخرى التي تؤدي بدورها إلى زيادة نسبة السموم في الجسم وبالتالي تعرض الشخص للأصابة
بالغيبوبة.
نوبات الصرع:
في الكثير من حالات المصابين بالصرع يتعرض الشخص
الى حدوث نوبات تؤدي إلى دخوله في حالة من الغيبوبة.
رأيك يهمنا