يعرف ضغط الدم المرتفع أو ما يُعرف بالانجليزية بـHigh Blood Pressure (أو اختصارًا HBP) على أنه الضغط الذي يتحمله الشرايين وجدران القلب عندما ينبض القلب. يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز يسمى "جهاز قياس ضغط الدم"، ويتكون من كفة توضع حول الذراع. ويُقاس ضغط الدم بوحدة مليمتر على الزئبق (mmHg)، ويتألف من رقمين: الرقم الأول هو ضغط الدم الانقباضي (Systolic blood pressure) الذي يقيس الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب، والرقم الثاني هو ضغط الدم الانبساطي (Diastolic blood pressure) الذي يقيس الضغط في الشرايين عندما يرتخي القلب. تُعتبر معظم الأرقام التي تتراوح بين 120/80 إلى 139/89 من ضغط الدم المرتفع الطفيف، أما الأرقام التي تتراوح بين 140/90 فما فوق، فهي تُعتبر ضغط دم مرتفع.
تشخيص ضغط الدم المرتفع:
يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم بواسطة فحص طبي وقياس ضغط الدم باستخدام
جهاز قياس الضغط. وعادةً ما يتم قياس ضغط الدم أثناء زيارة عيادة الطبيب أو في
المنزل باستخدام جهاز قياس الضغط الذي يتم إلباسه على الذراع ويضخ هواء في الكفة
لقياس ضغط الدم.
يتم تشخيص الضغط المرتفع بعد التأكد من وجود قيم متكررة لضغط الدم
يتجاوز ضغط الدم الطبيعي، وقد تطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية للتأكد من وجود
أي مشكلات صحية أخرى مصاحبة لارتفاع ضغط الدم.
يجب أن يتلقى المريض الذي يشتبه في إصابته بارتفاع ضغط الدم العلاج
اللازم من الطبيب ومتابعة حالته بانتظام، والحصول على العلاج الدوائي واتباع نمط
حياة صحي ومتابعة الفحوصات الروتينية لقياس ضغط الدم لتجنب المضاعفات المحتملة.
أعراض وعلامات ضغط الدم المرتفع:
قد لا تظهر أعراض ضغط الدم المرتفع في معظم الأحيان، لذلك يُعرف ضغط
الدم المرتفع بـ "القاتل الصامت". ومع ذلك ، قد تشير بعض الأعراض على
وجود ضغط دم مرتفع ، وتتضمن هذه الأعراض:
1-
صداع عنيف.
2-
نزيف الأنف.
3-
آلام في الصدر.
4-
ضيق التنفس.
5-
غثيان وقيء.
6-
ضعف الرؤية أو رؤية
زائدة.
7-
دوخة أو إحساس
بالدوار.
8-
ارتفاع في دقات القلب.
ولكن، تختلف الأعراض من شخص لآخر، وقد يصاب شخص ما بارتفاع ضغط الدم
دون أي علامات أو أعراض على الإطلاق. لذلك من المهم إجراء فحوصات دورية لقياس ضغط
الدم للتأكد من خلو الجسم من ضغط الدم المرتفع أو المرضى المصاحبة له.
مضاعفات ضغط الدم المرتفع:
قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم المستمر لفترة طويلة إلى تطور العديد من
المشاكل الصحية الخطيرة والمضاعفات، ويشمل ذلك:
1-
أمراض القلب والأوعية
الدموية، مثل النوبة القلبية والجلطة الدماغية.
2-
مشاكل في الكلى
وفشلها الكلوي.
3-
مشاكل في الأوعية
الدموية في العين، مما يزيد من خطر فقدان البصر.
4-
اضطرابات في التنفس
والنوم، مثل النوم المتقطع وفرط التهوية المرتبط بالرئة.
5-
مشاكل في الجهاز
العصبي المركزي ، مثل هشاشة العظام والخرف.
6-
مشاكل جنسية، مثل ضعف
الانتصاب.
7-
ارتفاع خطر الإصابة
بأمراض الشرايين المختلفة، مثل تصلب وترهل الشرايين.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم العالي أن يتابعوا
علاجهم ويعتمدوا على نمط حياة صحي ، مثل الحد من استخدام الملح ، وممارسة التمارين
الرياضية بانتظام، وإدارة الوزن بشكل صحيح ، وتناول الأطعمة الصحية ، وتجنب
التدخين وتقليل تناول الكحول لتقليل خطر حدوث هذه المضاعفات.
علاج ضغط الدم المرتفع:
تعتمد طريقة علاج ارتفاع ضغط الدم على درجة وخطورة المرض والحالة
الصحية العامة للشخص، ويمكن شمول العلاج بالأدوية أو التغييرات في نمط الحياة، أو
كلاهما. وتشمل العلاجات المختلفة:
1-
الأدوية: تشمل
الأدوية مثل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE
inhibitors) ومانعات استرداد الأنجيوتنسين (ARBs) ومثبطات
الكالسيوم والمدرات البولية.
2-
التغييرات في نمط
الحياة: يشمل هذا النوع من العلاج تغييرات في نمط الحياة اليومي، مثل الحد من
استهلاك الملح والأطعمة المالحة والإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية
بانتظام وإدارة الوزن.
3-
الأساليب البديلة: تشمل
هذه الأساليب العلاجات المكملة مثل اليوجا والتأمل والحمية الغذائية والأعشاب
الطبيعية والزنجبيل.
يجب على المرضى دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في أي نوع من العلاج،
وتناول الأدوية وفقًا لتعليمات الطبيب واتباع نمط حياة صحي ومواظبة على الفحوصات
الدورية لقياس ضغط الدم.
التعايش ضغط الدم المرتفع:
يمكن للشخص الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم المرتفع تحسين جودة حياته
والتعايش مع المرض عن طريق اتباع نمط حياة صحي واتباع الخطوات التالية:
1-
الاهتمام بالنظام
الغذائي: يجب تناول الأطعمة الصحية والنظام الغذائي المتوازن، والحد من استهلاك
الملح والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
2-
ممارسة التمارين
الرياضية بانتظام: يجب ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة إلى المعتدلة لمدة 30
دقيقة في اليوم، مثل المشي أو ركوب الدراجة الهوائية أو السباحة.
3-
الإقلاع عن التدخين:
يجب الإقلاع عن التدخين نهائياً، فهو يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم والأمراض الأخرى
المرتبطة بالتدخين.
4-
الحفاظ على وزن صحي:
يجب تحسين نمط الحياة والحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
5-
الحد من الإجهاد: يجب
الحد من الإجهاد وممارسة التمارين الهادئة مثل التأمل واليوجا وغيرها من الأنشطة
الاسترخائية.
6-
الالتزام بالعلاج
الدوائي: يجب الالتزام بعلاج الضغط الدم الموصوف من قبل الطبيب واتباع التعليمات
الخاصة به.
7-
الحصول على الدعم
النفسي: يمكن للشخص الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم الحصول على الدعم النفسي من
المقربين أو من الأطباء المختصين.
يجب على المريض الحفاظ على مستويات ضغط الدم المستهدفة وتقليل خطر
المضاعفات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، وذلك من خلال اتباع نمط حياة صحي والالتزام
بالعلاج الدوائي بانتظام والحصول على الرعاية الصحية الدورية من الطبيب.
الوقاية ضغط الدم المرتفع:
يمكن الحد من خطر ارتفاع ضغط الدم عن طريق اتخاذ بعض الإجراءات
الوقائية. وتشمل هذه الإجراءات:
1-
الحد من استهلاك
الملح: يجب تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالملح، مثل المأكولات السريعة والمخللات
والمعجنات المملحة، وتناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على كميات مناسبة من
الصوديوم.
2-
ممارسة التمارين
الرياضية بانتظام: يجب ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل في
اليوم، مثل المشي أو الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة، وذلك لتحسين صحة القلب
والأوعية الدموية.
3-
الإقلاع عن التدخين:
يجب على المدخنين الإقلاع عن التدخين نهائياً، فهو يزيد من خطر الإصابة بارتفاع
ضغط الدم والأمراض الأخرى المرتبطة بالتدخين.
4-
إدارة الوزن: يجب
الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة، وذلك لتحسين صحة الجهاز القلبي الوعائي.
5-
تناول الأطعمة
الصحية: يجب تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف
والبروتينات، وتجنب الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة والسكريات المضافة.
6-
تقليل تناول الكحول:
يجب تقليل تناول الكحول إلى أقل من كوب واحد في اليوم للنساء ولا يزيد عن كوبين
للرجال.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم العالي أن يتابعوا
نمط حياة صحي ويتلقوا العلاج اللازم، والخضوع لفحوصات دورية لقياس ضغط الدم للحفاظ
على صحتهم العامة.
رأيك يهمنا